في صورة حديثة نشرها، ظهر سمول كابتشينو مرتديًا الثوب الأبيض التقليدي والغترة الحمراء والعقال الأسود، بملامح هادئة لكنها تخفي خلفها الكثير من الأسئلة. النظرة الموجهة نحو الكاميرا لا تبدو عابرة، بل وكأنها نظرة تبحث عن إجابة أو تحمل في داخلها شيئًا لم يُقل بعد.
ورغم أن الصورة قد تبدو اعتيادية للبعض، إلا أن من يعرف تفاصيل قصته يدرك أن خلف هذا الهدوء تختبئ تجربة قاسية: فقدان والده المفاجئ.
المثير أن الخبر المؤلم لم يطرق بابه وهو بين أسرته أو أصدقائه، بل وصله وهو في رحلة عمل بالصين. في تلك اللحظة، تحولت الرحلة العملية إلى عبء ثقيل، حيث لم يكن مجرد سفر عادي، بل عودة محفوفة بالأسى والصدمة. يقال إنه عانى كثيرًا في طريق العودة، رحلة طويلة لم تكن مجرد انتقال من قارة إلى أخرى، بل عبورًا من حياة إلى أخرى، من وجود الأب إلى غيابه.
اليوم، وبعد مرور الوقت، يبقى السؤال معلقًا:
- هل استطاع سمول كابتشينو أن يتجاوز تلك الصدمة؟
- هل النظرة التي نراها في صوره تحمل بقايا ذلك الحزن العميق؟
- أم أن النجاح والظهور العلني الذي يعيشه الآن ما هو إلا محاولة لإخفاء جرح لم يندمل بعد؟
اللافت أن متابعيه يلاحظون أحيانًا نبرة حنين أو دعاء متكرر في كتاباته، وكأن هناك رابطًا داخليًا لا ينقطع بينه وبين والده الراحل. فهل نحن أمام شخصية أعادت تشكيلها صدمة الفقد لتصبح أكثر نضجًا، أم أننا ما زلنا نشاهد انعكاس إنسان يحاول بكل ما يملك أن يخفي هشاشته عن العيون؟
في النهاية، يظل السؤال بلا إجابة حاسمة: هل سمول كابتشينو اليوم هو ذاته ما قبل تلك الرحلة إلى الصين؟ أم أن وفاة والده أعادت رسم ملامح شخصيته إلى الأبد؟