مقدمة
في أوائل أكتوبر 2025، انطلقت حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية تحت مسمى #مقاطعة_يزيد_الراجحي. الحملة جاءت بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر رجل الأعمال يزيد الراجحي من داخل طائرته الخاصة، يتحدّث فيه عن “أهمية التمسّك بالعِشرة الوطنية”، وضرورة “التمسّ الأعذار للمسؤولين”، متزامنًا مع قرارات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المُتعلقة بالضمان الاجتماعي المطوَّر والتي أثّرت على عدد من المستفيدين.
تفاصيل الحادثة
- في الفيديو، الذي انتشر بسرعة، قال يزيد: “علينا أن نلتمس الأعذار للمسؤولين … ولاة الأمر هم من أهلنا … من يعمل قد يُخطئ، لكن النية خير” وغيرها من العبارات التي فُهمت على أنها دفاع عما يُرى من قرارات مثيرة للجدل تُلغي الضمان أو تقطعه عن مستحقين.
- الفيديو صُوّر من داخل طائرة خاصة، الأمر الذي زاد من حدة ردود الفعل لأن بطبيعة المشهد يُرى أن المتحدث بعيد نسبيًا عن واقع الأشخاص الذين تأثروا بانقطاع الضمان أو تغيّر شروط الاستحقاق.
- يزيد الراجحي أصدر توضيحًا بعد الجدل قال فيه إن حديثه تم إخراجه من سياقه، وإن الفيديو كان “وطنيًّا” وليس قصد منه الإساءة أو التقليل من معاناة الآخرين، وأن المقاطع المتداولة شابها تحريف.
ردود الفعل الشعبية
- الشعور بالإحباط والغضب عند أوساط المواطنين الذين تأثروا مباشرةً من قرارات الضمان الاجتماعي، خصوصًا الذين توقّف دعمهم أو عدّل استحقاقهم. يُنظر إلى التصريح باعتباره غير متعاطف مع واقع الفئات العاجزة أو المحتاجة.
- سخرية وانتقادات من بعضهم لمنزلته المادية والمظاهر المكلفة (مثل داخل طائرته)، وهو ما فُسر كرمز للتباعد عن الواقع المعيشي للمواطنين. مثلاً عبارات مثل “من طائرته الخاصة يطلب من مواطن معدم” تم تداولها بكثرة.
- تدشين هاشتاقات متعددة تعكس المطالبة بالمحاسبة أو المقاطعة (“#مقاطعة_يزيد_الراجحي”، “#عيال_الراجحي” وغيرها)، ودعوات لمقاطعة منتجاته الاقتصادية كشكل من أشكال الضغط الشعبي.
الأبعاد الاجتماعية والسياسية
- الزمان والمكان مهمان: التصريح جاء في توقيت حساس جدًا، حيث هناك استياء عام من التغييرات في نظام الضمان الاجتماعي المطوَّر، انقطاع الدعم لبعض المستفيدين، أو تغييرات في الأهلية. لذلك أي تصريح في هذا السياق يُقرأ بأكثر من معنى.
- رمزية المسؤولية: يزيد الراجحي مرتبط بعائلة الراجحي التي تحمل أسماء معروفة في قطاعات متعددة، وأيضًا لديه شهرة في الإعلام الاجتماعي. الناس عادة تتوقع من الشخصيات العامة أن تكون حساسة للظروف الاجتماعية، وأن لا تنأى بنفسها حين يعاني المواطنون. أي فاصلة كبيرة بين الواقع الذي يظهرونه وواقع حياة الفئات المستضعفة تُثير استنكارًا.
- مسألة الصورة: فيديو من طائرة خاصة، حديث عن “النية” بينما البعض يفهم أن الشخصيات الكبيرة قد لا تواجه التحديات اليومية التي يواجهها المواطن العادي. التناقض بين الظهور والواقع ربما هو الذي أثار الردود القوية.
التوضيحات والدفاع
- كما ذُكر، يزيد الراجحي أصدر توضيحًا قال فيه إن الفيديو تم اقتطاعه من سياقه، وإن ما قيل لم يكن مقصودًا إساءة لأي فئة أو التوصّل إلى تحميل مسؤول أو تجاهل معاناة أحد.
- بعض المنافحين عن يزيد يقولون إن كلامه كان عامًا ووطنيًا، وليست هناك تصريحات رسمية تدعم فكرة أنه قلل من معاناة الفقراء أو أنه يدينهم بسبب الظرف الاقتصادي أو تغييرات الضمان.
التأثيرات المحتملة
- اقتصادية: قد تتأثر بعض العلامات التجارية المرتبطة بزيـد الراجحي مؤقتًا إذا استمرّت المقاطعة، خصوصًا من المستهلكين الذين يتحسسون من مثل هذه القضايا.
- اجتماعية وإعلامية: هذه الحادثة تبرز أهمية توخي الحذر في تصريحات الشخصيات العامة، خاصة في مواضيع تتصل بالدعم الاجتماعي والحقوق المعيشية. قد تُصبح درسًا لمن يغرد أو يتحدث أمام جمهور كبير.
- سياسية: يمكن أن تزيد الضغوط على الجهات المسؤولة (كالوزارة المعنية) لتوضيح السياسات المتعلقة بالضمان الاجتماعي أو مراجعتها، أو إصدار بيانات رسمية للتهدئة.
خلاصة
حملة المقاطعة ضد منتجات يزيد الراجحي تُظهر أن الرأي العام في السعودية حساس جدًا لمسائل الدعم الاجتماعي والعدالة، وأن تصريحات الشخصيات الكبيرة تحظى بمتابعة وثيقة، وأي خطأ في التوقيت أو الصياغة قد يتحول إلى أزمة. كما أن التفاعل الرقمي صار سريعًا وقويًا، وقد يكون مؤثرًا إذا استمرَّ الضغط، حتى لو كان فقط كرمز للمعارضة أو الاحتجاج.